ألبان الإبل
زاد مؤخرا اهتمام العلماء بالأبحاث المتعلقة بألبان الإبل، وأجريت مئات الأبحاث على أنواع الجمال وكمية الألبان التي تدرها في اليوم وفترة إدرارها للألبان بعد الولادة ومكونات لبن الإبل وفوائده الغذائية والعلاجية، وقد أكدت كل هذه الأبحاث
والدراسات أهميته الكبرى في تغذية الإنسان وعلاجه من العديد من الأمراض، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على لطف الله بعباده وقدرته سبحانه وتعالى، فهو الذي أحسن خلق كل شيء في هذا الوجود، وصدق الله العظيم إذ يقول (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)، وفي هذه الصفحة من موقع العلاج جمع الدكتور سليم طلال بعض الأبحاث والدراسات التي أجريت حول ألبان الإبل وأبوالها.
أكد مجموعة من العلماء بقسم علوم الأغذية بكلية الزراعة بجامعة الفاتح بليبيا، أن ألبان الابل هي الأفضل من حيث ثرائها بمكونات الغذاء وسلامتها تماماً، وقارن العلماء بين الخواص الحيوية للبن الناقة وبين ألبان الأبقار والأغنام، فوجدوا أن تناول ألبان الإبل لا يصيب الإنسان بأي أمراض نهائياً بعكس الأمراض التي تحدث بسبب منتجات الأبقار مثل مرض جنون البقر، كما أثبت العلماء أن حليب الابل يحتوي على كمية فائقة من فيتامين (ج) بما يعادل ثلاثة أمثال مثيله من ألبان الأبقار, في حين تصل نسبة (الكازين) إلى 70% من البروتين في ألبان الابل, الأمر الذي يجعله سهل الهضم والامتصاص مقارنة بحليب الأبقار الذي تصل النسبة فيه إلى 80%, وكشفت الدراسة أن نسبة الدهون في حليب النوق هي أقل منها في حليب الأبقار, فضلاً عن ذلك فان البان النوق تحتوي على مواد تقاوم السموم والبكتريا, ونسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض خاصة للمولودين حديثاً، ويمكن وصف حليب الابل لمرضى الربو والسكري والدرن والتهاب الكبد الوبائي وقرح الجهاز الهضمي والسرطان، ولكن الدراسة العلمية كشفت عن مفاجأة أكبر, وهي احتواء ألبان الابل على نسبة عالية من المياه تتراوح بين (84% - 91%) وهي نسبة غير موجودة في أي نوع من الألبان الأخرى, وقد تجلت قدرة الله تعالى في دور هرمون (البرولاكتين) في عملية دفع المياه في ضرع الناقة لتزيد كمية المياه في اللبن, ولوحظ أن هذه العملية تتم في الإبل وقت اشتداد الحر التي يحتاج فيها مولودها الرضيع لهذه الكمية من الماء, وكذلك الإنسان العابر معها الصحراء إلى كميات متزايدة من المياه ليطفىء ظمأه، وأيضاً أثبتت التجارب العلمية أن حليب النوق يحتفظ بجودته وقوامه لمدة 12 يوماً في درجة حرارة (أم) في حين أن حليب الأبقار يحتفظ بخواصه لمدة لا تزيد على يومين في نفس درجة الحرارة.
وأبرزت دراسة علمية أهمية ألبان الإبل كبديل غذائي مهم عن الفواكه الطازجة والخضراوات الورقية، نظرا لغنى ألبان الإبل بالفيتامينات والمعادن اللازمة لسلامة صحة سكان البادية، ويقول الدكتور عبد العاطي كامل رئيس بحوث الأبقار بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة إن ألبان الإبل تحتوي على كمية فائقة من فيتامين (سي)، وهو الأمر الذي يجعل لألبان الإبل أهمية عظيمة لسكان المناطق الصحراوية التي لا توجد فيها الخضراوات الورقية الطازجة والفواكه، وأشار الدكتور عبد العاطي إلى أن معدلات الفيتامينات والمعادن في ألبان الإبل يزداد تركيزها مع التقدم خلال موسم الحليب الذي يمتد إلى 12 شهرا كاملا متفوقا بذلك على موسم الحليب في الأبقار والجاموس والذي لا يزيد عن 7 أشهر، وفي الأغنام 3 أشهر فقط، وأضاف أن نسبة الفيتامينات والأملاح في ألبان الإبل تصل إلى ثلاثة أضعاف ما في ألبان الأبقار ومرة ونصف ما في ألبان الأمهات من النساء، كما أن تركيزات فيتامين بي1 وبي2 في ألبان الإبل تتفوق على نظيرتها في ألبان الأغنام والماعز. كما أوضحت الدراسات العديدة التي قام بها المختصين والعلماء أنَّ لبن الإبل يمتاز بميزات مناعية فريدة، حيث أنَّه يحتوي على تركيزات مرتفعة للغاية من بعض المركبات المثبطة لفعل بعض البكتريا الممرضة وبعض الفيروسات.
ويقول الباحث محمد أوهاج أن التحاليل المخبرية تدل على أن بول الجمل يحتوي على تركيز عالي من البوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية والأزمولارتي وكميات قليلة من حامض اليوريك والصوديوم والكرياتين، وأوضح أن ما دعاه إلى تقصي خصائص البول البعيري العلاجية هو أنه رأى أفراد قبيلة يشربون ذلك البول حينما يصابون باضطرابات هضمية واستعان ببعض الأطباء لدراسة البول الإبلي فأتوا بمجموعة من المرضى وسقوهم ذلك البول لمدة شهرين وكانت النتيجة أن معظمهم تخلصوا من الأمراض التي كانوا يعانون منها يعني ثبت علميا أن بول الجمال مفيد إذا شربته على الريق كما توصل أوهاج إلى أن بول الجمال يمنع تساقط الشعر.
كشف عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية البروفسير احمد عبد الله احمداني عن تجربة علمية باستخدام بول ألإبل لعلاج أمراض الاستسقاء وأورام الكبد أثبتت نجاحها لعلاج المرضى المصابين بتلك الأمراض، وأضاف البروفسير احمداني في ندوة نظمتها جامعة الجزيرة أن التجربة بدأت بإعطاء كل مريض يوميا جرعة محسوبة من (بول الإبل) مخلوطا بلبنها حتى يكون مستساغا وبعد 15 يوما من بداية التجربة كانت النتيجة مدهشة للغاية حيث انخفضت بطون جميع أفراد العينة وعادت لوضعها الطبيعي وشفوا تماما من الاستسقاء.
وذكر احمداني أن تشخيصا لأكباد المرضى قبل بداية الدراسة قد جرى بالموجات الصوتية وتم اكتشاف أن كبد 15 مريضا من 25 تحتوي (شمعا) وبعضهم كان مصابا بتليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا، واستطرد البروفسير احمدانى قائلا إن جميع المرضى استجابوا للعلاج باستخدام (بول الإبل) وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب جرعات بول الإبل يوميا لمدة شهرين آخرين وبعد نهاية تلك الفترة اثبت التشخيص شفاءهم جميعا من تليف الكبد.
وتحدث البروفسير احمداني في محاضرته عن تجربة علاجية رائدة أخرى لمعرفة اثر لبن الإبل على معدل السكر في الدم استغرقت سنة كاملة وأثمرت الدراسة فيما بعد عن انخفاض نسبة السكر في المرضى بدرجة ملحوظة، وأشار إلى أنهم اختاروا في هذه التجربة عددا من المتبرعين المصابين بمرض السكر لإجراء التجربة العلمية حيث قسم المتبرعين لفئتين قدم فيها للفئة الأولى جرعة من لبن الإبل بمعدل نصف لتر يوميا فيما حجبت عن الفئة الثانية.
كما ثبت أنَّ حليب الإبل يخفض مستوي الجلوكوز وبالتالي يمكن أن يكون له دور في علاج السكري، ومن المدهش أنَّه قد وُجِدَ في لبن الإبل مستويات عالية من الأنسولين وبروتينات شبيه بالأنسولين، وإذا شرب اللبن فإنَّ هذه المركبات تنفذ من خلال المعدة إلي الدم من غير أن تتحطم، بينما يحطم الحمض المعوي الأنسولين العادي، وهذا قد أعطى الأمل لتصنيع أنسولين يتناوله الإنسان بالفم، وتعكف شركات الدواء اليوم على تصنيعه وتسويقه في القريب العاجل، وقد وجد في دراسة حديثة أنَّ مرضى النوع الأول من السكري قد استفادوا حينما تناولوا كوباً من حليب الإبل وانخفض لديهم مستوي السكر في الدم وخفضوا كمية الأنسولين المقررة لهم.
ويقول العلماء أن بول الإبل له خواص علاجية فريدة كونه يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم ويحتوي أيضا على زلال ومغنسيوم إذ أن الإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربعة مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم، حيث أن الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيرا لأنه يرجع الماء إلى الجسم، ومعروف أن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال أو في البوتاسيوم وبول الإبل غني بالاثنين معا.
تقوم بعض الشركات العالمية باستخدام بول الإبل في صناعة أنواع ممتازة من شامبو الشعر وان أفضل أنواع الإبل التي يمكن استخدام بولها في العلاج هي الإبل البكر.
في الأقسام العلمية بكلية التربية للبنات بجدة قامت الدكتورة أحلام العوضي بالتعاون مع الدكتورة ناهد هيكل بإجراء بحث وتحقيق استخدمتا فيه بول الإبل للقضاء على فطر (A.niger) الذي يصيب الإنسان والنبات والحيوان، وكانت تلك هي نقطة البداية للدكتورة أحلام العوضي في التوصل لاكتشافات علمية وتسجيل براءة اختراع في استخدام بول الإبل في علاج الأمراض الجلدية وفي مكافحة الأمراض بسلالات بكتيرية معزولة من بول الإبل.
وبدعم من الدكتورة أحلام العوضي قامت توصلت الباحثة منال القطان إلى تحضير مضاد حيوي تم تركيبه من بول الإبل وهو أول مضاد حيوي ُيصنع بهذه الطريقة على مستوى العالم، وهو فعال في علاج الأمراض الفطرية وأثبتت الدراسة بأن المستحضر يعد مضادا حيويا فعالا ضد البكتريا والفطريات والخمائر مجتمعة.
ألبان الإبل وأبوالها
من المعروف أن ألبان الإبل لها قيمة غذائية وعلاجية مذهلة، وهناك الكثير من الناس ذكروا قصص عن مرضى عجز الطب عن علاجهم من أمراض عديدة بما فيها السرطان وبتوفيق من الله تعالى تم شفاؤهم باستخدام ألبان الإبل وأبوالها، وصدق الله العظيم إذ يقول (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)، وقد أكد العلماء والمختصين أن ألبان الابل هي الأفضل من حيث ثرائها بمكونات الغذاء وسلامتها تماماً، وقديماً أشار الرسول صلى الله عليه وسلم لفوائد ألبان الإبل مع أبوالها وحث على استخدامها، وذكر الأطباء المسلمين القدامى ألبان الإبل وأبوالها وفوائدها العديدة، وعلى هذه الصفحة من موقع العلاج يقدم الدكتور سليم طلال بعض المعلومات المهمة عن ألبان الإبل وأبوالها والفوائد المذهلة التي تذخر بها.
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لها:
عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ يَعْنِي الابِلَ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الإبلَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ. رواه البخاري
- قال القزاز اجتووا أي لم يوافقهم طعامها وقال ابن العربي داء يأخذ من الوباء وفي رواية أخرى استوخموا قال وهو بمعناه وقال غيره داء يصيب الجوف وفي رواية أبي عوانة عن أنس في هذه القصة فعظمت بطونهم .
العرب واستخدامهم ألبان الإبل وأبوالها في العلاج:
يُشير الدكتور محمد مراد المختص في مجال الطب والصحة إلى أنه في الماضي البعيد استخدم العرب حليب الإبل في معالجة الكثير من الأمراض ومنها أوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وأمراض الكبد وخاصة اليرقان وتليف الكبد وأمراض الربو وضيق التنفس ومرض السكري، واستخدمته بعض القبائل لمعالجة الضعف الجنسي حيث كان يتناوله الشخص عدة مرات قبل الزواج إضافة إلى أن حليب الإبل يساعد على تنمية العظام عند الأطفال ويقوي عضلة القلب بالذات، ولذلك تصبح قامة الرجل طويلة ومنكبه عريض وجسمه قوي إذا شرب كميات كبيرة من الحليب في صغره•
وقد قال الرازي في لبن الابل: "لبن اللقاح يشفي اوجاع الكبد وفساد المزاج"، وقال ابن سينا في كتاب القانون: "ان لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق وما فيه من خاصية، وان هذا اللبن شديد المنفعة فلو ان انسانا اقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جرب ذلك قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعفوا".
وفي تذكرة الأنطاكي يشير إلى أن الإبل ترعى النباتات الصحراوية كالشيح والقيصوم، ولهذا فألبان الإبل تعالج الكثير من الأمراض وشربها على الريق يساعد على تصريف السوائل المتجمعة في حالة الاستسقاء، ومن الأفضل استخدامها مع أبوال الإبل لزيادة القوة والتأثير العلاجي ويمكن أن يؤخذ مقدار ثلاثة ملاعق طعام من بول الناقة ويفضل أن تكون بكراً وترعى في البر ثم يخلط مع كاس من حليب الناقة ويشرب على الريق.
وفي أثر عن الشافعي رضي الله عنه أورده السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي يقول: "ثلاثة أشياء دواء للداء الذي ليس لا دواء له، الذي أعيا الأطباء أن يداووه: العنب ولبن اللقاح وقصب السكر، ولولا قصب السكر ما أقمتُ بمصر".
ألبان الإبل:
حليب النواق يشكل الغذاء الأساسي اليومي للكثير من البدو في كثير من المناطق، وبجانب كونه غذاء صحي كامل ومتوازن فهو يحتوي على كثير من الفوائد العلاجية، ولذلك يلاحظ أن الأشخاص الذين يشربون حليب الإبل منذ صغرهم أكثر صحة وشباب من غيرهم ويتميزون بحيوية متدفقة، كما أن أعداد المسنين والمعمرين في مثل هذه المناطق في ازدياد واضح.
في العادة يكون لبن الناقة أبيض مائلا للحمرة وإذا رج هذا الحليب تتكون رغوة فيه ولو لفترة بسيطة، ومذاق لبن النواق حلو لاذع إلا أنه قد يكون في بعض الأحيان مالحا أو قريباً لمذاق المياه، وفي بعض البلدان لا يقبل الناس على حليب الناقة بل يرفضونه بسبب مذاقه هذا، وترجع التغييرات في مذاق الحليب هذا إلى نوع الأعلاف التي تأكلها الناقة أو النباتات الرعوية التي ترعاها ومياه الشرب التي تتناولها.
ويشير الدكتور سليم طلال الأغبري إلى أن أهم المزايا التي تخص حليب الناقة دون غيره من ألبان الحيوانات الأخرى هو امتلاكه لمركبات ذات طبيعة بروتينية كالليزوزيم ومضادات التخثر ومضادات التسمم ومضادات الجراثيم والأجسام المانعة وغيرها، وهذه المضادات تمتلك خصائص مقاومة التجرثم، وخلال فترة محددة من الزمن تعرقل هذه الأجسام تكاثر الأحياء الدقيقة في حليب الناقة، ولهذا فهو لا يتجبن أو يصعب تجبينه أحيانا، وهكذا فهو يتميز عن حليب أو ألبان بقية الحيوانات الأخرى بإمكان حفظه لمدة طويلة في حالة طازجة، وبسبب ارتفاع مقدرة حليب الناقة على مقاومة التجرثم فإن الحموضة لا تسرع إليه وتتزايد بشكل بطيء، وعند حفظ الحليب بدرجة حرارة أعلى من 10 درجة مئوية فإن الحموضة الطبيعية فيه تبقى على حالها مدة 3 أيام.
ومن خلال الأبحاث العلمية اتضح أن الكثافة النوعية لحليب الناقة هي أقل من الكثافة النوعية لألبان الأبقار والأغنام، ويصل محتوى الماء في حليب الناقة بين (84 % - 90 %) وهذا ما له أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغار الإبل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة والجافة، وفي هذه المناطق يحتاج صغار الإبل والناس إلى السوائل للمحافظة على الاتزان البدني والتعادل الحراري في أجسامهم، ويختلف محتوى الماء في حليب الناقة ويتأثر تبعا لمدى توافر مياه الشرب والبيئة التي يعيش فيها الحيوان ومدى توافر واحتواء الأعلاف أو النباتات الرعوية من الماء
بول الإبل:
يقول العلماء أن بول الإبل له خواص علاجية فريدة كونه يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم ويحتوي أيضا على زلال ومغنسيوم، والإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربعة مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم، حيث أن الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيرا لأنه يرجع الماء إلى الجسم، وبول الإبل يسميه أهل البادية (الوَزَر) وطريقة استخدامه بأن يؤخذ مقدار فنجان قهوة أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملاعق طعام من بول الناقة ويفضل أن تكون بكراً وترعى في البر ثم يخلط مع كاس من حليب الناقة ويشرب على الريق.
بعض من فوائد ألبان الإبل وأبوالها:
ألبان الإبل تحافظ على الصحة العامة للإنسان ولها الكثير من الفوائد الغذائية والعلاجية، فهي تحتوي على كمية كبيرة من الكالسيوم وعلى مواد تقاوم السموم والبكتريا ونسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض، كما توصل العلماء إلى أن بول الإبل يشفي من طائفة من أمراض الجهاز الهضمي وعلى رأسها التهاب الكبد.
ويستخدم حليب الناقة لعلاج الاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحال والسل والربو وفقر الدم والبواسير، كما ثبتت فائدته في علاج السل وأمراض الصدر الأخرى، وقد أنشئت عيادات خاصة يستخدم فيها حليب الناقة لمثل هذه المعالجات.
ووضحت بعض البحوث أن لبن الإبل له خصائص تؤدي إلى تخفيف الوزن، كما أنه سهل الهضم في الجسم ومناسب للمرضى والشيوخ والأطفال والنساء الحوامل نظرا لغنى تركيب هذا الحليب بالكثير من المركبات وبخاصة الحموض الدهنية والمواد البروتينية والفيتامينات، والدراسات أثبتت أن ألبان الإبل مهمة ومفيدة لتكوين العظام.
واستخدمت أبوال الإبل وخاصة بول الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، وكذا لمعالجة مرض القرع والقشرة، ويقال ان في دماء الإبل القدرة على شفاء الإنسان من بعض الأمراض الخبيثة.
وقيل ان حليب الإبل يحمي اللثة ويقوي الأسنان نظرا لاحتوائه على كمية كبيرة من فيتامين ج ويساعد على ترميم خلايا الجسم لأن نوعية البروتين فيه تساعد على تنشيط خلايا الجسم المختلفة.
تشير النتائج الأولية لبحوث أجراها بعض الخبراء والعلماء أن تركيب الأحماض الأمينية في حليب الابل تشبه في تركيبها هرمون الانسولين ولذلك فحليب الجمال مفيد لمرضى السكري، كما أن نسبة الدهن في لحوم الإبل قليلة وتتراوح بين (1.2% - 2.8%)، وتتميز دهون لحم الابل بأنها فقيرة بالاحماض الامينية المشبعة، ولهذا فان من مزايا لحوم الجمال أنها تقلل من الإصابة بأمراض القلب عند الإنسان.
كذلك أفادت الأبحاث العلمية أن وظائف الكبد تتحسن كثيرا عند المرضى الذين أصيبوا بالتهابات الكبد وعولجوا بحليب الناقة، كما أن مرض الاستسقاء الذي ينتج عن نقص في الزلال أو في البوتاسيوم يعالج باستخدام بول الإبل الغني بالزلال والبوتاسيوم.
بعض الشركات العالمية تستخدم بول الإبل في صناعة أنواع ممتازة من شامبو الشعر، وأفضل أنواع الإبل التي يمكن استخدام بولها في العلاج هي الإبل البكر.
طريقة استخدام ألبان الإبل وأبوالها:
لبن الناقة ليس مانحاً للقوة فقط ولكن للصحة أيضاً وأثبت البحث العلمي الحديث العديد من المزايا فريدة لألبان الإبل، ويشير الدكتور سليم طلال إلى أنه في حال القدرة على توفيرها يومياً يمكن شربها بأي طريقة وفي أي وقت، ولكن من الأفضل شربها صباحا على الريق أو بعد وجبة إفطار خفيفة، كما يمكن شربها أيضاً قبل النوم مع ملعقة من عسل النحل للتمتع بنوم هادئ وصحة جيدة، كما يمكن أن يشرب لبن النوق مضاف له من (3 – 7) قطرات من أبوالها حسب الاستطاعة والقدرة.
وفي حال الإصابة بالأمراض والمشاكل الصحية فينصح المريض أن يشرب لبن الإبل بالغداة ولا يدخل عليه شيئًا، ويجب عليه الراحة التامة بعد شربه، ولبن الإبل الطازج الحار أفضل شيء لتنظيف الجهاز الهضمي ويعتبر أفضل المسهلات، وينتشر بين البدو أنَّ أي مرض في الداخل يمكن أن يعالج بلبن الإبل.
0 التعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.